كيف نميز المعلومات الخاطئة والمضلِّلة؟

 

كم مرّة مرقت معك أخبار خاطئة أو مضللة، وصدقت/ي إنها حقيقية؟ ويمكن رجعت نشرتها وشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي قبل التأكد من صحتها وإذا كانت مفبركة أو مجرد إشاعات.  لا يقتصر ضرر انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة على شخص معين أو مجموعة بذاتها بل يمكن أن تتسبب بأضرار اجتماعية، صحية، نفسية، مادية، معنوية، وغيرها، لذلك يعتبر التعرف على هذه الأخبار و الحد من انتشارها في المجتمع  مسؤولية كل مستخدم/ة للإنترنت.

شو  الفرق بين المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة؟ 

  • المعلومات الخاطئة وبالإنجليزي (misinformation): هي معلومات يتم تداولها بين الناس وعلى الإنترنت بدون التأكد من صحتها.
    الخبر التالي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتمت مشاركته  بدون التأكد إن كان صحيح أو كاذب: “ظهور تمساح في مخيم بأطمة”

     

    هذا الخبر غير صحيح، الأشخاص اللي شافوا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي وشاركوه أو تفاعلوا معه  ليس بالضرورة لديهم هدف الأذى أو إلحاق الضرر بالآخرين، ممكن البعض شاركوه بهدف التسلية والمزح، مع ذلك مشاركة هذا النوع من الأخبار دون التأكد من صحتها ممكن ينشر الرعب، وممكن يؤدي لإخلاء الناس لمساكنها بسبب الخوف أو لحماية أطفالهم، إلخ.
    في أمثلة كتير عن الأخبار الكاذبة، على سبيل المثال، أحد الأشخاص سمع معلومة طبية ولم يتحقق من صحتها، وشاركها مع بعض الأصدقاء، هؤلاء الأصدقاء شاركوها بدورهم مع أشخاص آخرين، هذا الفعل يمكن أن يتسبب بمشاكل صحية لأشخاص أو يقنع البعض بممارسات خاطئة قد تهدد الحياة.

  • المعلومات المضللة وبالإنجليزي (disinformation): معلومات يتم تصميمها ومشاركتها لأهداف الإساءة أو إلحاق الضرر بسمعة أفراد أو مؤسسات، أو لخلق الفوضى، أو لكسب متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو لأي غرض مؤذي.

    مثال على خبر مضلل: “فرص عمل في قطر، للتقديم اضغط الرابط التالي”

الخبر مضلل وفيه كتير مؤشرات بتخلينا نشك فيه، على سبيل المثال، الصفحة الناشرة للخبر ليست رسمية، بالإضافة إلى أن الدول والشركات لا تطلب عمال ومهاجرين بشكل عشوائي بدون شروط وعبر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي. الهدف من هذا الخبر استغلال حاجة الناس المادية. الضغط على الرابط في هذه الحالة ممكن يعرض الشخص لسرقة معلومات، أو ابتزاز إلكتروني، أو الوصول للجهاز أو للحسابات الخاصة فيه\فيها. 

 

كيف نميز هذه الأخبار إذا صادفناها على وسائل التواصل الاجتماعي؟

  • العنوان: عادة يختار صانعو ومروجو هذه الأخبار عناوين فيها مبالغة أو مثيرة للمشاعر أو ملفتة للنظر بطريقة ما تدعونا للتوقف عندها.
    مثال على عنوان جذاب:


في العنوان السابق في أكثر من عنصر ممكن يجذب الأشخاص يتفاعلوا مع الخبر بسرعة بدون التحقق من مصداقيته مثل استخدام كلمات “موقع جديد” و “10 دولار”.

لو دققنا بالعنوان نلاحظ لغة ضعيفة مثل “هجمو” و “هلموقع”.

  • الصورة المرافقة للخبر: غالباً ما تكون صورة فيها عنصر جذب لكي تلفت نظر المتابعين.

مثال على ذلك صورة التمساح الي شفناها بالمثال السابق. من الطبيعي إن صورة لكائن غير شائع تواجدو بسوريا يظهر وكأنه في بيئة مشابهة للبيئة السورية أن تثير فضول الناس ليتوقفوا عند الخبر ويعرفوا شو القصة.

  • تفاصيل الخبر: يمكن أن يحتوي الخبر المضلل على: إساءة لشخص أو جهة أو مجموعة ما،  أخطاء لغوية وإملائية، جمل تحريضية أو مثيرة للقلق أو الغضب، معلومات عامة بدون ذكر مصادرها، معلومات مبالغ بها، نص الخبر لا يجيب بوضوح على الأسئلة الستة الأساسية التي يحتاجها القارئ/ة للتحقق من صحة الخبر وهي: 
  • من: الشخصيات في الحدث
  • ماذا: الأحداث أو الأفعال التي سببت الحدث
  • كيف: كيف حدث ماحدث؟ بأية طريقة حدث ذلك الحدث؟
  • أين: الموقع الفعلي للحدث. المنطقة الجغرافية.
  • متى: الفترة الزمنية. متى وقع الحدث/الأحداث؟ 
  • لماذا: تعليق على الأسباب. لماذا حدث ماحدث؟

لنتذكر: يمكن أن تأتي الأخبار المضللة أو الكاذبة على شكل خبر مكتوب، مقطع مصور (فيديو)، صورة، مقطع صوتي، وغيرها. الخطوة الأولى للتحقق من الأخبار المضللة والكاذبة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تبدأ بالشك في مصدر الخبر والجهة الناشرة له، لنحدد إذا كان خبر مضلل أو لا، علينا طرح  هذه الأسئلة:                                         

  • متى تم إنشاء الحساب؟ هل هو حساب جديد؟
  • هل يقوم بنشر التحديثات باستمرار؟ 
  • هل هو حساب مستخدَم بانتظام؟ 
  • هل لديه أصدقاء أو متابعين؟ 
  • هل يتابع أشخاصاً آخرين؟ 
  • هل لديه متابعين عشوائيين؟يمكننا أيضاً تحليل هوية ناشر الخبر عن طريق طرح الأسئلة التالية:
  • هل يستخدم اسماً مستعاراً؟ مع ملاحظة أن ليست كل الحسابات التي تحمل أسماء مستعارة هي حسابات غير موثوقة، بعض الأشخاص يضطرون لاستخدام أسماء مستعارة بهدف الحماية. بهي الحالة فينا نتحقق من معلومات الصفحة مثلاً: تاريخ إنشاء الصفحة، هل بتم تحديث البيانات والمعلومات بالصفحة باستمرار، إلخ.
  • هل هذا الشخص معتاد على نشر مقالات مثيرة وأخبار كاذبة؟
  •  هل تدل منشوراته على توجه ما، والأخبار الكاذبة/المضللة التي ينشرها تدعم هذا التوجه؟

إذا كان الجواب “نعم” فثمة احتمال أننا أمام حساب مضلل.
لنتذكر: حتى الصفحات الموثقة بالعلامة الزرقا ممكن تساهم بنشر معلومات كاذبة أو مضللة. لهيك لازم كل خبر بهمنا أو بيلفت نظرنا نحاول نتحقق من صحته.

أخيراً، المعلومات الخاطئة والمضللة ممكن إنو تكون وسيلة للهجمات الرقمية أيضاً لذلك ينصح دائماً باتباع بعض الممارسات لحماية تواجدنا الرقمي، وعند استخدامنا وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت عموماً:

  • عدم الضغط على الروابط والملفات بشكل عشوائي بدون التأكد من الجهة الناشرة للرابط وشو الغاية من الضغط على الرابط.
  • عدم تعبئة الاستبيانات ومشاركة المعلومات الشخصية مثل (رقم الهاتف، الاسم الكامل، الإيميل، رقم الهوية أو جواز السفر، عنوان السكن، مكان العمل، وغيرها).
  • تجنب المشاركة في الألعاب التي تصادفنا خاصة على فيسبوك وتتطلب مشاركة صورة شخصية أو بعض المعلومات لأن احتمال أن تكون هذه المواقع غير آمنة للتصفح. 
  • الحذر من الرسائل والإعلانات الي فيها صيغة استعجال (اضغط على الرابط بسرعة، استغل الفرصة، ادخل إلى حسابك فوراً، إلخ) لأن هدفها ما تعطي وقت للمستخدم/ة بالتفكير والتحقق من دقة المعلومات.

 

على هذا الرابط في معلومات أكتر عن أساسيات السلامة الرقمية. 

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

Skip to content