تحتل المعلومات المضللة والخاطئة حيزاً من الفضاء الإلكتروني وليس لها شكل واحد أو هدف واحد. يختلف الهدف من وراء تصميم ونشر هذه المعلومات حسب الجهة التي تنشرها ووفقاً لهدفها من بث التضليل بين مستخدمي/ات الإنترنت.
نتعرف في هذا المقال على بعض المصطلحات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمعلومات المضللة والخاطئة. يمكن أن يساعد فهمنا لهذه المصطلحات خلال عمليات التحقق من صحة معلومة ما أو محاولات استنتاج الهدف وراء انتشار معلومة مضللة في وقت معين.
- البروباغندا: أو الدعاية المضادة هي نوع من أنواع الدعاية الموجهة للترويج لفكرة أو رسالة أو رأي معين بهدف التأثير على الرأي العام. ما يجعل من البروباغندا مفهوم سلبي وممارسة مضرة أنها لا تتمتع بالحيادية أو الموضوعية أو مشاركة الحقائق. و يلجأ صانعوها والمروجون لها لاستخدام كافة أساليب التضليل والتزييف لجذب الانتباه والدعم لفكرة أو قضية أو مشروع يريدون الترويج له. بث المعلومات المضللة والزائفة هي إحدى الأساليب المتبعة لكسب تأييد ودعم فئة معينة من الناس أو الرأي العام، إو لإلحاق الضرر أو التسبب بخسارة أو تأليب الرأي العام ضد أشخاص أو جهات وخصوم.
- خطاب الكراهية: هو خطاب يحتوي على لغة مؤذية أو محرضة على العنف تستهدف أشخاص أو مجموعات على أساس مميزات عامة تجمعهم مثل: العرق، الإثنية، الديانة، الجنسية، الجنس، الطبقة الاجتماعية، المنطقة، القومية، وغيرها. وتحتوي المعلومات المضللة والكاذبة التي تصمم لبث الكراهية هذا النوع من اللغة التي تحمل تحريضاً وأفكاراً سلبية غير صحيحة عن الأفراد أو المجتمعات المستهدفة.
- نظرية المؤامرة: هي تقديم شرح أو تفسير لحدث أو قضية معينة تفترض وجود أيادي خفية تحيك مؤامرة تستهدف أشخاص أو جهات معينة أو العالم بالعموم، وغالباً ما يصور مروجو نظريات المؤامرة لفكرة أن وراء ذلك الحدث أو المشروع قوى نافذة تتحكم بخيوط المؤامرة عن بعد، وتُبنى هذه النظريات على افتراضات لا منطقية لكنها تحاول التأثير بمخاوف الناس ودفعهم للتصديق بدون تقديم تحليلات واقعية. ومن أبرز أدوات بث نظريات المؤامرة هي خلق والترويج لمعلومات مضللة وكاذبة تدعم فرضية المؤامرة وتعزز فرص تصديقها من قبل الطرف المتلقي.
مثال على نظرية مؤامرة:
خلال جائحة كوفيد-19 بعض الأصوات خرجت لتقول أن هذا الفيروس هو اختراع قوى عظمى تريد أن تستغل الوباء العالمي لزراعة شرائح 5G في أجساد الناس لتتبع تحركاتهم وتحتفظ بكل بياناتهم. - التنمر الإلكتروني: بات مصطلح التنمر أكثر تداولاً في وقتنا الحالي لأن الناس بدأت تتنبه لأخطاره. والتنمر هو السخرية من أفراد أو مجموعات ونعتهم علناً بصفات سلبية تنتقد إما الهيئة الخارجية أو طريقة التفكير أو العادات أو نمط الحياة أو موقف معين بدر من الطرف ضحية التنمر. ولا يختلف التنمر الإلكتروني عن التنمر عموماً سوى أنه يتم في الفضاء الإلكتروني وتحديداً على وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتبر التنمر من أخطر الممارسات التي تتم بحق أي شخص لكن يتضاعف تأثيرها عندما تستهدف الأطفال أو اليافعين/ات والنساء، وتؤثر هجمات التنمر الالكتروني على الثقة بالنفس والحياة الاجتماعية والأداء الدراسي أو المهني، وممكن أن تؤدي إلى عزلة هؤلاء الأشخاص والانسحاب من النشاطات العامة. يمكن أن يستخدم المتنمرون معلومات كاذبة لتعزيز السخرية من الطرف المستهدف، كأن يتم وصفه/ا بصفات نفسية أو جسدية غير صحيحة أو يتم تلفيق رواية حوله/ا تدعو الآخرين للسخرية منه/ا.
- الابتزاز الإلكتروني: وهو ممارسة تعتمد استخدام معلومات أو بيانات خاصة تتعلق بمستخدم/ة على الإنترنت والضغط على الضحية بنشر أو استعمال هذه المعلومات في حال لم تستجب لطلبات الشخص الذي يقوم بالابتزاز. وبالرغم من أمكانية تعرض أي شخص للابتزاز الإلكتروني، هناك بعض الفئات التي يتم استهدافها أكثر من غيرها مثل النساء والفتيات، حيث يستغل المبتز حرص النساء على موضوع الخصوصية ويلجأ للضغط عليهن بمفهوم العيب الاجتماعي والخوف من الضرر الذي قد يلحق بالنساء في حال تم تسريب أي معلومة تتعلق بحياتهن الشخصية. ويمكن أن يكون الابتزاز بهدف استعراض القوة والسيطرة، و الحصول على المال، أو معلومات عن موضوع معين، أو إجبار الضحية على تصرف معين. وتلعب المعلومات الزائفة والمضللة دوراً هنا كأن يتم استخدامها لخداع شخص بغرض الحصول على البيانات الشخصية، أو كجزء من التهديد الذي يستخدمه المبتز في حال لم تتجاوب الضحية مع طلباته فيلجأ لنشر أخبار كاذبة تضر بالضحية وتسبب لها الأذى.
- التمييز: التفرقة في التعامل مع الناس بناء على خلفياتهم/ن ، يمكن أن يصدر التمييز عن أفراد، مثال على ذلك تقوم مجموعة من الأصدقاء بنبذ أحد أقرانهم/ن بسبب: العرق، الديانة، الطبقة الاجتماعية، النوع الاجتماعي (كالتمييز ضد النساء)، المنطقة التي ينحدر منها أو البلد الأم، بالإضافة إلى التمييز نتيجة وجود إعاقة جسدية أو ذهنية ، أو أي اختلاف عن النمط السائد. كما يمكن أن تمارسه شركات ضد الموظفين/ات أو مجموعات ضد مجموعات أو حكومات ضد أفراد أو مجموعات من الشعب. وفي هذه الحالة تستخدم المعلومات المضللة والكاذبة للتقليل من شأن الفرد أو المجموعة المستهدفة بالتمييز، مثل اختلاق روايات كاذبة عن الشخص أو المجموعة لنبذه/م من الحياة العامة وحرمانهم/ن من الحقوق الأساسية والمعاملة بشكل مساوي للآخرين.
ولمراجعة بعض خصائص المعلومات المضللة والكاذبة يمكن زيارة هذا الرابط، كما يُجيب هذا المقال على سؤال كيف تسهل المعلومات المضللة هجمات التصيد الاحتيالي؟، وهنا يعض الخطوات التي تساعدك بمعرفة كيف يمكن للجيل الشاب الحد من انتشار المعلومات الزائفة والمضللة؟. لمعلومات أكثر عن السلامة الرقمية والمعلومات الكاذبة والمضللة ودور الفئة الشابة في الحد منها يمكن زيارة زاوية السلامة الرقمية للشباب على موقع سلامتك.
هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
ما رأيكم في هذه المقالة؟ أرائكم تهمّنا لتحسين محتوى سلامتِك.