في العصر الرقمي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تقدم لنا أشكالًا مختلفة من الترفيه، بما في ذلك الألعاب. تختلف الألعاب من حيث الشكل والمحتوى إلا أن قسماً كبيراً منها يعتمد على الأسئلة. على الرغم من أن هذه الألعاب قد تبدو ممتعة وغير ضارة، إلا أنه من المهم للشباب والشابات فهم المخاطر المحتملة التي تشكلها.
من خلال المقال التالي نرى كيف يمكن للألعاب القائمة على الأسئلة شائعة الانتشار على منصة فيسبوك أن تؤدي إلى هجمات إلكترونية، ونوفر بعض النصائح للحد من التعرض للتهديدات الرقمية.
غالباً ما تظهر لنا هذه الألعاب على شكل سؤال من الصفحات الوهمية المنتشرة على فيسبوك مثل شاركونا في التعليقات ” أي نوع سيارة يناسب شخصيتك، من تشبه من المشاهير، أي مدينة تناسبك للعيش فيها” وغيرها الكثير. بداعي الفضول والتسلية يشترك البعض في هذه الألعاب، من دون المعرفة الكافية بالمخاطر الرقمية المرتبطة بهذا النوع من الأسئلة. وبمجرد الدخول لاكتشاف الإجابة يبدأ التطبيق بطرح الأسئلة بداعي “تحليل الشخصية” يطلب مثلاً تحديد النوع الاجتماعي (أنثى، ذكر)، العمر، مكان الإقامة، طبيعة العمل، وغيرها.
وكما ذكرنا في مقالات سابقة، كل معلوماتنا الشخصية مهما بدت غير مهمة فهي تشكل بصمتنا الإلكترونية ويجب التعامل مع مشاركتها على العلن بحرص والحفاظ عليها مثل أغراضنا الشخصية.
المخاطر الرقمية للألعاب القائمة على الأسئلة على فيسبوك
- مشاركة المعلومات الحساسة:
أحد المخاطر الرئيسية المرتبطة بالألعاب القائمة على الأسئلة على فيسبوك هو طلب معلومات شخصية وحساسة من المستخدم/ة. غالباً ما تدفع هذه الألعاب المستخدمين/ات إلى الإجابة عن الأسئلة التي تتعمق في التفاصيل الشخصية مثل الأسماء الكاملة وتواريخ الميلاد والمواقع الجغرافية. قد يبدو تقديم مثل هذه المعلومات غير ضار في البداية، ولكن يمكن للمحتالين الإلكترونيين استغلالها لأغراض خبيثة، بما في ذلك سرقة الهوية والاحتيال المالي. - التصيد الاحتيالي واختراق الحساب:
قد تعمل الألعاب القائمة على الأسئلة أيضاً كبوابة لمحاولات التصيد الاحتيالي والوصول غير المصرح به إلى حسابات المستخدمين/ات. يمكن أن ينتحل المحتالون شخصيات مطوري الألعاب أو يتم التواصل مع المستخدمين/ات عن طريق رسائل خادعة، ويطلبون بيانات تسجيل الدخول أو تفاصيل الحساب الشخصي. يمكن أن يؤدي التجاوب مع هذه الأسئلة إلى اختراق الحسابات، ومنها إلى سرقة الهوية أو الأنشطة غير القانونية التي تتم باسم المستخدم/ة. - الروابط الخبيثة والتحميل:
هناك خطر آخر يكمن في احتمال احتواء الألعاب ذات الأسئلة على روابط ضارة أو ملفات قابلة للتنزيل. يمكن لهذه الألعاب التي تبدو غير ضارة إعادة توجيه المستخدمين/ات إلى مواقع احتيالية أو دفعهم إلى تنزيل برامج ضارة على أنها تساعد في تحسين اللعبة. قد يؤدي النقر على هذه الروابط أو تنزيل الملفات إلى تعريض جهازك للبرامج الضارة، وبالتالي تهديد أمنك و خصوصيتك عبر الإنترنت.
كيف نحمي أنفسنا من الهجمات السيبرانية؟
بعد أن استعرضنا بعض مخاطر هذه الألعاب، من المهم اتخاذ خطوات استباقية لحماية نفسك من الهجمات الإلكترونية عند التعامل مع الألعاب القائمة على الأسئلة في فيسبوك، إليكم/ن بعض النصائح الأساسية:
- الحذر والشك: يجب توخي الحذر عند المشاركة في الألعاب القائمة على الأسئلة والتفكير مطولاً بالمعلومات التي يطلب منك مشاركتها والتساؤل عن ضرورة الكشف عن التفاصيل الحساسة.
- التحقق من مصادر اللعبة: قبل الانخراط في أية لعبة، تحقق من مصدر ومصداقية مطور اللعبة. يمكن البحث عن أسماء المطورين الاحترافيين والذين يحظون بتقييمات إيجابية من المستخدمين/ات والمشاركة في ألعاب من تصميمهم.
- حماية المعلومات الشخصية: الامتناع عن مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة (الاسم الكامل، العنوان، البريد الإلكتروني، رقم الهاتف، مكان الإقامة، رقم حساب البنك، وغيرها) على منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً استجابةً لمتطلبات اللعبة.
- الحذر من الرسائل المشبوهة: علينا الحذر من الرسائل غير المرغوب فيها المتعلقة بالألعاب، وذلك بتجنب النقر على روابط غير معروفة أو تنزيل الملفات المرسلة من مصادر غير مألوفة.
- تعزيز كلمات المرور الخاصة بك: تأكد من استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لجميع حساباتك على الإنترنت، بما في ذلك حساب فيسبوك الخاص بك. استخدام مدير كلمات المرور لإنشاء كلمات المرور الخاصة بك وتخزينها بأمان يعتبر خطوة جيدة لضمان إنشاء كلمات مرور قوية وغير مكررة.
- تحديث البرامج والتطبيقات بانتظام: التأكد من تحديث نظام تشغيل جهازك وبرامج مكافحة الفيروسات ومتصفحات الويب. غالباً ما تتضمن التحديثات المنتظمة إصدارات أمان تحمي من الثغرات الأمنية المعروفة.
في حين أن الألعاب القائمة على الأسئلة في فيسبوك يمكن أن تكون ممتعة، فمن المهم رفع الوعي المجتمعي بالمخاطر الرقمية المحتملة ضمن هذه الألعاب والأسئلة التي تبدو عشوائية، ولكنها تخفي نوايا احتيال رقمي. من خلال فهم مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية، والحذر من محاولات التصيد الاحتيالي، وتطوير استخدام آمن للإنترنت، يمكنكم/ن تقليل فرص الوقوع ضحية للهجمات الإلكترونية، كل ما يتطلبه الموضوع بعض الحذر وعدم التسرع وبذلك يمكننا الاستمتاع بالعالم الرقمي بمسؤولية.
يمكن الرجوع لأدلة السلامة الرقمية المتوفرة على موقع سلامتك للإطلاع على أساسيات السلامة الرقمية لاستخدام الإنترنت بشكل آمن و اتباع خطوات تساعدنا في تجنب هجمات التصيّد الاحتيالي والحد من خطرها.