أدوات ومهارات تساعدنا في كشف التزييف العميق (Deepfake) 

في عصر صور السيلفي وفلاتر الإنستغرام  وتحديات التيك توك، من الضروري أن نكون على دراية بالانتشار المتزايد لما يسمى بتقنية التزييف العميق. كمستخدمين ومستخدمات للإنترنت لا بد وأننا صادفنا صوراً ومقاطع فيديو تبدو حقيقية تماماً مع أنها مصنوعة أو معدلة بتقنية التزييف العميق. في المقال التالي نتعرف على هذه التقنية وتأثيرها على المشهد الرقمي، ونتطرق إلى بعض الأدوات والمهارات التي تساعدنا في كشف التزييف العميق والتعامل معه. 

ما هو التزييف العميق Deepfake؟

التزييف العميق (Deepfake) هو تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي للتلاعب وتعديل المحتوى البصري مثل الصور والفيديوهات ومقاطع الصوت بطريقة واقعية للغاية. يعتمد التزييف العميق على تحليل كميات ضخمة من البيانات لإنشاء محتوى جديد يمكنه تركيب وجوه أو أصوات أو حركات على صور أو فيديوهات موجودة بالفعل، مما يخلق محتوى جديد يبدو وكأنه حقيقي. تستخدم هذه التقنية في أغراض الترفيه والإبداع، ولكنها أيضاً تساهم بانتشار المعلومات المضللة ويمكن تسخيرها لأغراض خبيثة كالنيل من أشخاص أو جهات أو الترويج لأفكار وأجندات معينة. 

كيف يمكن أن يستخدم التزييف العميق لأغراض ضارة؟

  • نشر المعلومات المضللة: يمكن لتقنية التزييف العميق طمس الخط الفاصل بين الحقيقة والباطل. حيث للجهات الفاعلة الخبيثة استغلال هذه التكنولوجيا لإنشاء أخبار مزيفة أو خداع الناس أو التحريض، مما يؤدي إلى زعزعة الثقة في المعلومات التي نصادفها يومياً في الفضاء الإلكتروني. 
  • التلاعب السياسي: تخيل عالماً يتم فيه التلاعب بخطابات السياسيين/ات أو أفعالهم لتصويرهم وهم يقولون أو يفعلون أشياء لم يفعلوها في الواقع، هذا بالتأكيد سيساهم بالتأثير على الرأي العام، والتلاعب بالانتخابات، وتقويض العملية الديمقراطية.
  • يمكن أيضاً استخدام التزييف العميق لأغراض مسيئة، مثل تركيب وجه شخص ما رقمياً على صور أو مقاطع فيديو غير لائقة دون موافقة. هذا الانتهاك للخصوصية يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد على الحياة الشخصية والمهنية للضحية. 
  • تشويه السمعة: المشاهير والشخصيات العامة والناشطين/ات حتى الأفراد على اختلاف مهنهم وخلفياتهم معرضون لهجمات من هذا النوع يمكن أن تضر بسمعتهم/ن. حيث يمكن أن تنتشر هذه الوسائط (الصور، الفيديو، المقاطع الصوتية) المتلاعب بها بسرعة، مما يتسبب بمشاكل اجتماعية ومهنية وشخصية للضحايا. 

بعض الأدوات والطرق لكشف التزييف العميق:

  • البحث العكسي للصور: يمكن استخدام محركات البحث مثل Google Images غوغل صور أو TinEye لتحديد ما إذا كانت الصورة التي نريد التحقق منها متداولة ولها وجود فعلاً أو مفبركة. للبحث بهذه الطريقة: نفتح محرك البحث غوغل ونختار من شريط الأدوات الأفقي في أعلى الصفحة (صور)، نضغط على رمز الكاميرا، ثم نقوم إما بتحميل صورة من جهاز الكمبيوتر أو نقوم بنسخ رابط الصورة ولصقه في المكان المخصص للبحث وننقر على بحث. كما هو موضح في الصور….  بالإضافة إلى ذلك هذه قائمة ببعض المواقع الخاصة بالتحقق من الصور: Pic2Map، Image Metadata، Verexif.com 
  • استخدام أدوات التحقق: يتوفر على الإنترنت عدة برامج مجانية تساعد في التحقق من صحة المحتوى. مثال على ذلك InVid، والذي يساعد على تحليل الفيديوهات والصور والتحقق من تاريخها ومصدرها. وموقع YouTube Data Viewer التابع لمنظمة العفو الدولية أمنستي.  
  • مواقع التحقق من المعلومات: تساعد هذه المواقع في التحقق من المعلومات بشكل عام وليس التزييف العميق بشكل خاص، لكنها مفيدة أيضاً بحيث يمكن أن تشير إلى أن محتوى ما قد تم التلاعب به أو يوجد إشارة استفهام حول مصداقيته. مثال على هذه المواقع، منصة شيّك، مسبار، تأكد، كما وخصصت شبكة أريج للصحافة الاستقصائية حديثاً مبادرة الخط الساخن للتحقق من الأخبار المزيفة. 

مهارات عامة تساعدنا على كشف التزييف العميق وتجنب الوقوع ضحية له:

  • تمييز علامات تثير الاشتباه بوجود تزييف عميق: في الصور على سبيل المثال، يمكن أن تشمل هذه العلامات التباينات في الألوان والظلال أو عدم الاتساق في التفاصيل الدقيقة أو وجود عيوب تقنية ظاهرة في الصور. أما بالنسبة للفيديوهات، فينطبق عليها أيضاً الإشارات نفسها التي تخص الصور بالإضافة إلى الانتباه إلى حركة الأشخاص أو العناصر في الفيديو والتدقيق إن كانت تبدو طبيعية أو يبدو وكأنها معدلة بطريقة ما، كأن تكون الصورة سريعة، بطيئة، متقطعة، غريبة الخلفية، أو كأن يكون الصوت غير متطابق من الصورة من حيث السرعة أو التزامن.  
  • امتلاك أدوات التحقق: طورت الشركات المختصة بالتكنولوجيا أدوات تساعد على التحقق من المعلومات وللكشف عن التزييف العميق (كالتي أشرنا لها في الأعلى). يمكن الاعتماد على هذه الأدوات للتحقق من صحة أي محتوى نشك في صحته قبل مشاركته مع الآخرين.  
  • حماية معلوماتك الشخصية: الحرص على حماية معلوماتنا الشخصية خاصة عند مشاركة البيانات الحساسة عبر الإنترنت والانتباه إلى بصمتنا الرقمية يمكن أن يقلل من فرص إساءة استخدام صورنا أو مقاطع الفيديو الخاصة بنا في التزييف العميق. 
  • الثقافة الإعلامية أو “Media Literacy”: هي القدرة على فهم وتحليل وإنتاج المعلومات والمحتوى الإعلامي بشكل نقدي ومسؤول، وتعلمها يساعد الأفراد على التفاعل مع وسائل الإعلام المتنوعة مثل التلفزيون والإنترنت والصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي، بشكل آمن وفعال. من الممكن للمنظمات المحلية بالتعاون مع جهات مختصة بالتكنولوجيا توفير دورات تعليمية وأدلة تثقيفية حول الثقافة الإعلامية وكيفية التعامل مع التزييف العميق. يمكن البحث عن هذه الجهات والتواصل معها وسؤالها عن توفر مثل هذه الأدلة.  
  • الإبلاغ عن المحتوى: إذا واجهت محتوى يحوي تزييفاً عميقاً أو اشتبهت في وجوده، فأبلغ عنه إلى المنصة التي تم تداوله عليها أو قم باستشارة أحد الاختصاصيين/ات التقنيين حول كيفية التصرف تجاه هذا المحتوى. 

هل يمكن استخدام التزييف العميق بشكل إيجابي؟

في حين أن تقنية التزييف العميق تثير المخاوف وتشكل مخاطر محتملة، فمن الضروري الاعتراف بتطبيقاتها الإيجابية. حيث يمكن استخدامها في صناعة الترفيه أو إنشاء تأثيرات بصرية متطورة، أو تعزيز تجارب الواقع الافتراضي. الاستخدام المسؤول لمثل هذه التقنية يمكن أن يعود بالنفع على المجال الإبداعي والترفيهي دون التسبب في ضرر.

 

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

Skip to content