المعلومات المضللة وأثرها السلبي على تواجد الفتيات والشابات في المساحات الرقمية

هذه المقالة هي ترجمة لجزء من بحث موسع أجرته مؤسسة Plan International ، بمشاركة أكثر من 26 ألف فتاة وشابة تتراوح أعمارهن بين 15 و 24 عاماً، من 26 دولة لاستكشاف تجارب وأفكار الفتيات والشابات خلال استخدامهن لمنصات التواصل الاجتماعي . 

تؤثر المعلومات الكاذبة علينا جميعاً، فهي منتشرة ولا مفر منها، ولكن بالنسبة للفتيات والشابات يمكن أن يكون التعرض لهذه المعلومات تجربة سيئة. أحد الأشياء التي تعلمناها من أربع سنوات من البحث مع وعن الفتيات والشابات هو أن كراهية النساء تتخذ العديد من الأشكال. أخبرتنا المستجيبات لأبحاث التحرش عن العام الماضي أنهن كن شخصياً مستهدفات بسبب جنسهن و العديد من الخصائص المتقاطعة الأخرى مثل: العرق، التوجه الجنسي، القابلية البدينة، الهوية الجندرية، العمر، الطبقة.

استند التقرير السنوي لمنظمة بلان إنترناشيونال وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، إلى بحوث عالمية مستفيضة أجريت مع الفتيات والشابات، ركز تقرير صدر في العام  2019 تحت عنوان “إعادة كتابة قصتها”، على كيفية تأثير الصور النمطية للأفلام والإعلام على حياتهن وطموحاتهن القيادية، وفي العام الماضي، أظهر Free to Be Online عكس ذلك. فبدلاً من حرية الفتيات وتمكينهن من التعبير عن أنفسهن عبر الإنترنت، غالباً ما يتعرضن للمضايقة والإيذاء والطرد من المساحات الإلكترونية. يتم أيضاً تصنيف المعلومات المضللة والخاطئة بحسب الهوية الجندرية بطرق أقل مباشرة. بحسب نتائج البحث، شعرت 46 في المائة من الفتيات والشابات المشاركات في المسح بالحزن أو الاكتئاب أو التوتر أو القلق أو القلق بسبب التضليل أو التضليل عبر الإنترنت.  على سبيل المثال، يعتمد بعض مروجي المعلومات الخاطئة على الإنترنت، على تضخيم الصور النمطية السلبية عن الجميع. في حالات أخرى، تسعى حملات التضليل على وجه التحديد إلى تقويض التقدم المحرز في المساواة بين الجنسين من خلال الإدعاء أن تمكين المرأة هو دعاية غربية.

في بحث هذا العام، تتخذ كراهية النساء شكلاً مختلفاً يتمثل في: القصص التي تروى عن النساء، والصور النمطية حولهن، والآراء التي لم يتم الاستماع إليها والافتراضات التي وضعت، والتي تقوض قدرة الفتيات على تخيل حياة مختلفة كأن يرين أنفسهن كقياديات، وأن يكون لديهن أفكاراً تستحق الاستماع إليها، وأنهن قادرات على تغيير العالم. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تعتمد الفتيات والشابات بشكل خاص على المعلومات عبر الإنترنت حول موضوعات مثل الصحة وحقوق الفتيات والنسوية، والتي قد لا يتم مناقشتها بحرية في المنزل أو في المدرسة، وهنا تكمن خطورة التعرض لمعلومات خاطئة وعدم القدرة على تمييزها.

تقول إحدى المشاركات في البحث “نحن، كشابات يجب ألا نكون محميات من الإساءة والتحرش عبر الإنترنت فحسب، بل نحتاج أيضاً إلى أن نكون قادرات على تصفح الإنترنت بأمان، للعثور على معلومات دقيقة ومعرفة كيفية التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ” يجب فهم الطريقة التي تؤثر بها المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت على حياة الناس بشكل أفضل، خاصة بالنسبة للفتيات والشابات، وأثر عدم المساواة بين الجنسين والتحرش والعنف سواء على الإنترنت أو خارجها. 

 محو الأمية المعلوماتية والحد من الأخبار الكاذبة

بدأت فنلندا في تدريس محو الأمية المعلوماتية والتفكير النقدي للأطفال في رياض الأطفال وكذلك إدارة دروس محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية لكبار السن. ويتمثل هدفها في ما يلي: التأكد من أن الجميع — من طلاب وطالبات المدارس إلى الصحفيين/ات والمعلمين/ات والسياسيين/ات — يمكنهم اكتشاف أشكال مختلفة من المعلومات الخاطئة والتضليل. وقد أدى ذلك إلى تصدر فنلندا لمؤشر أوروبا للدول في كونها أكثر الدول مقاومة للأخبار المزيفة. 

 قامت الحكومة الفنلندية في عام 2014، بتضمين محو الأمية الإعلامية في المناهج الدراسية، وتعليم الأطفال من سن السادسة قراءة المصادر بشكل نقدي، حيث يشجع الكادر التدريسي الأطفال على تقييم مواقع الإنترنت والتحقق منها، ويطلبون من الطلاب البحث عن الأخبار المشكوك فيها والعثور على مصدرها، وإظهار مدى سهولة التلاعب بالإحصاءات، ويتم تدريسها في جميع التخصصات — في الفنون يتم تعليم الأطفال كيف يمكن التلاعب  بالصور رقمياً؛ في التاريخ يتم تحليل حملات الدعاية؛ وفي العلوم يتم نقاش المعلومات المضللة حول اللقاحات مثلاً. 

 المعلومات المضللة قضية من قضايا حقوق الإنسان

انتشار المعلومات المضللة يمكن أن يسبب ضرراً وانتهاكاً لمجموعة من حقوق الإنسان منها: 

  • الحق في الصحة (المادة 12 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية) قد تؤدي المعلومات غير الدقيقة عن الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض، مثل المعلومات الخاطئة عن المخاطر المرتبطة باللقاحات، إلى ردع الناس عن اتخاذ قرارات الرعاية الصحية التي تحمي صحتهم، مما يعرضهم (وغيرهم) لخطر أكبر. على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19، زادت المعلومات الخاطئة والمضللة من تردد الناس في أخذ اللقاح وأثرت سلباَ على الصحة العامة في كل بلد تقريباَ في جميع أنحاء العالم. 
  • الحق في الحماية من التطاول على كرامة الأفراد وسمعتهم/ن (المادة 17 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية) غالباً ما تتعلق المعلومات المضللة بفرد معين – لا سيما الشخصيات السياسية والعامة، وكذلك الصحفيين/ات – وتهدف إلى الإضرار بسمعة ذلك الشخص.
  • الحق في عدم التمييز (المادتان 21 و 26 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية):تركز المعلومات المضللة في بعض الأحيان على مجموعات معينة في المجتمع – مثل المهاجرين، أو مجموعات عرقية معينة – وتهدف إلى التحريض على العنف أو التمييز أو العداء ضدهم/ن. 
  • الحق في انتخابات حرة ونزيهة (المادة 25 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية) لكي تكون الانتخابات حرة ونزيهة، يحتاج الناخبون/ات إلى معلومات دقيقة عن الأحزاب والمرشحين/ات وعوامل أخرى عند التصويت.  قد تؤثر المعلومات غير الصحيحة على طريقة تصويت الأفراد.

من خلال المقال التي يمكن  التعرف على كيف يمكن للجيل الشاب الحد من انتشار المعلومات الزائفة والمضللة؟، ونوفر  هنا بعض الأدوات لمساعدتكم/ن على كشف التزييف العميق والتعامل معه. ويمكن الاطلاع على المصادر الأصلية التي تم اعتمادها في هذا المقال عبر الروابط التالية:

المصدر

المصدر

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

Skip to content